خالد عبد العزيز القاضي ، صحفي إنساني وباحث وكاتب إسلامي ومدون متخصص في شؤون الحركات الإسلامية.

The Philosophy of Torture and Tyranny: From the Frenzy of Power to the Corruption of Reform

Take off your shoes, for you have stepped into the valley of repression and the mire of oppression. Enter it humbly, under orders, and leave your humanity at its gates. Fierce, unyielding soldiers stand guard over the people, yet they are cowardly and submissive before any occupier and every delusional ruler. Those are the beginnings of entry. As f...
متابعة القراءة
  70 مشاهدات

فلسفة التعذيب والاستبداد: من سعار السلطة إلى إفساد تربة الإصلاح

اخلع نعليك فإنك في وادي القمع ومستنقع القهر، فادخله ذليلًا بالأمر، واترك آدميتك على أبوابه، فعليه جنود غلاظ شداد على الشعب، جبناء أذلاء على كل محتل ولكل حكم مختل. تلك بدايات الدخول، أما نهايات الخروج: فتابع ذليل، أو كسير معاق، أو مفقود مختفٍ، أو مخلوق جديد مشوه النفس، منكسر الخاطر، مقتول الآدمية. تلك قصة مكررة يوميًا في ظلال ضبابية، وفي بقاع شتى، ولغات عدة، لا يجمعها إلا نظم ديكتاتورية وسياسات بربرية لم تعرفها إلا عهود ظلامية. لا يردعها دين، ولا فلسفة، ولا قيم، ولا مبادئ؛ كيف وهي ظلال للباطل وغياهب للاستبداد، ورباطها الوحيد شيطان السلطة المطلقة. كما قال الله تعالى: "وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ" (البقرة: 205)، مما يعبر عن فساد الطغاة الذين يفسدون في الأرض، ولا يكتفون بإهلاك الحرث والنسل، بل يسعون لتدمير القيم والإنسانية. من محاكم التفتيش الكنسية إلى جبروت الإلحاد الشيوعي، لا تفرقها مسافة عن قصص الحجاج الدموية. وربما كانت تلك القصص نسمات حرية مقارنة بسجون عبد الناصر أو الأسد أو طائفيات العراق أو سياسات بعض الممالك شرقًا وغربًا. ورغم توثيق هذه المآسي في كتب مثل "البوابة السوداء"، التي تسرد وقائع التعذيب الوحشي في سجون عبد الناصر، و"حممات الدم في سجن تدمر"التي تصف الجرائم المروعة في أحد أكثر السجون رعبًا و "القوقعة" الذي يكشف عن تفاصيل التعذيب البشع بسبب الانتماء الطائفي، و"خمس دقائق وحسب، الموثق لتسع سنوات من المعاناة في السجون السورية، هناك حيث تتحول الكرامة الإنسانية إلى ذكرى بعيدة. ويصدح جورج أورويل 1984 في روايته بعبارة كالمنارة : (القهر ليس فقط في السيطرة على الأجساد، بل أيضًا في السيطرة على العقول، ليصبح الإنسان مجرد أداة في يد الطغاة) . وما زالت ذكرياتي كسجين سابق لا تساوي شيئًا مما تشاهده وتسمعه وتقرأه من قصص التعذيب والاحتجاز والاختفاء القسري. ويطرأ في الذهن السؤال: لماذا؟ ومن أجل ماذا؟ أريد أن أفهم فلسفة التعذيب. هذه الفلسفة ذات الأعمدة السبعة التي تقوم عليها، وسأسردها لعل الزمان يخلدها، فنفهم الباطل لننقضه. أولها: سعار السلطة الغاشمة ذلك السعار الذي يعميه الهوى وتصمه الشهوة، فلا مؤهلات له في الإدارة سوى القهر وفن تسييس الظلم. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنمٍ بأفسد لها من حرص الرجل على المال والشرف لدينه" صحيح رواه الترمذي. يوضح النبي صلى الله عليه وسلم فلسفة الطغاة، الذين تدفعهم شهوة السلطة والكرسي والشرف إلى تشويه كل من حولهم وسحقهم بغير حق، ليصبحوا وحوشًا مفترسة تفتك بمن تحت أيديهم. وكما قال المفكر الأوروبي ألكسيس دو توكفيل: "الشهوة إلى السلطة بلا رادع تحوّل الحاكم إلى طاغية، والشعوب إلى قطيع يقبل الظلم خوفًا من القهر." فتأمل حرصهم على المال المقرون بالسلطة، لترى كيف يسرقون الأوطان ويغتصبون الحقوق. فالشعوب بالنسبة لهم قطيع غنمٍ مسالم لا حول لهم ولا قوة، وأولئك الحكام الطغاة لا يرقبون فيهم عهدًا ولا ذمة. والطغاة يعكسون قوانين الحكم نتيجة هذا السعار الذي يفقد العقل كا قال: ابن خلدون في مقدمته: "الملك بالجند، والجند بالمال، والمال بالعمارة، والعمارة بالعدل، والعدل بإصلاح الرعية." فيبدلون العدل بالقهر، والرحمة بالفساد، حتى يصبح المجتمع فريسة للفوضى والدمار. وما أهلكوهم جوعًا، ولكنهم أهلكوهم فسادً ولو كان الأمر مجرد جوع، لأشبعتهم غنمة واحدة من القطيع. ولكن الطغاة جعلوا الفساد والإفساد منهجهم، كما قال الله تعالى: "وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ" البقرة: 205. ثاني هذه الأعمدة: خسة المنبع ودناءة المقصد فالناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" رواه البخاري. ولهذا تجد أن الاستعمار وأعوانه يحرصون دائمًا على تولية أصحاب الدناءة وتمكينهم من رقاب الناس، ومنحهم السلطة على رقاب العباد. هذه الخسة ليست عشوائية، بل هي سياسة متعمدة لضمان استمرار الظلم والقهر. ويؤكد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة" (رواه البخاري). وكأن الأمر يشير إلى نهاية الخير في الدنيا إذا تولى الأمر من لا يستحقه. وما يجمع كل من قاموا على قهر الناس غير الخسة والدناءة، تلك التي تجعلهم فاقدين لكل معاني الإنسانية البسيطة والرحمة الفطرية. بل تجدهم يتلذذون بالسادية وتعذيب الآخرين، كأنهم يقتاتون على آلام الشعوب وأوجاعهم. ويصف ذلك جان جاك روسو في كتابه "العقد الاجتماعي":يقول "الحاكم الذي لا يرى شعبه إلا وسيلة لتحقيق مآربه الخاصة، هو أسوأ أنواع الطغاة، لأنه يحطم إنسانيتهم قبل أن يسلب حريتهم." أما أمثال هؤلاء، فليس لهم من الدين إلا الظاهر المنافق، ولا من المبادئ إلا ما تلوكه ألسنتهم بلا أثر في أفعالهم. وواقعهم مرير، يملؤه الجور والظلم، وحقيقتهم لا تخفى على ذي بصيرة. وكما قال ابن خلدون: "الظلم مؤذن بخراب العمران"، فإن فساد هؤلاء ليس فسادًا عابرًا، بل هو دمار شامل لكل قيم المجتمع وأخلاقه، حيث تصبح الدناءة عنوانًا لسلطتهم. ثالث هذه الأعمدة: تشوهات نفسية كل من قام على تعذيب وقهر الآخر، ولو كان حيوانًا، هو شخص مشوه النفس ومريض الروح. هذا المرض هو نتيجة طبيعية لحرصهم على الإمارة والسيادة بغير حق. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم سَتَحْرِصُونَ على الإِمَارَةِ، وستكون نَدَامَةً يوم القيامة، فَنِعْمَ المُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ" (رواه البخاري، حديث رقم: 7148). هذا الحديث يشير إلى الخلل النفسي العميق الذي يصيب من يسعى إلى الإمارة والسلطة دون استحقاق. وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يصور الأمر كخلل "فطام مبكر" ينتج عنه نقص التكوين النفسي وانعدام الاتزان. كلمة "بئست" في الحديث تدل على عمق التشوه الحاصل في النفس نتيجة حرص غير مشروع على السلطة، وتحول هذا الحرص إلى مرض نفسي يدمر صاحبه ويؤذي من حوله. ولا تجد حاكمًا يستمتع بتعذيب شعبه وسجنه وقهره إلا وهو يعاني من تشوه داخلي عميق. والرابع: الهزيمة النفسية للمصلحين ولعلَّ هذا الأمر ليرجع بالناس عن طريق الإصلاح خوفًا وهربًا من تبعاته، ويرغبون في الفساد وأهله طلبًا للسلامة الظاهرة. هذا في المعتاد عبر التاريخ، لكن لو تحوَّل الإصلاحُ إلى دينٍ وعقيدةٍ يصبح الأمر أكثر تعقيدًا، لدرجة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يصفُهُ بأن يُمشَطَ الرجلُ بأمشاطٍ من حديدٍ بين لحمه وعظمه حتى يرجع عن هذا الأمر (الإصلاح) الذي هو من صميم الإسلام؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه خباب بن الأرت رضي الله عنه: "قد كان الرجلُ فيمن قبلكم يُحفَرُ له في الأرض، فيُجعلُ فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضعُ على رأسه فيُجعلُ نصفين، ويُمشَّطُ بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه."صحيح البخاري فتجد الجبابرة وعتاة التعذيب أعداء الإصلاح والمصلحين، وهم أحرصُ ما يكونون على أن تكون فلسفة التعذيب عائقًا للتطور، والتخلُّف والرجعية هي بيئة هذه الفئة المفسدة فيكون الواحد منهم كما وصفه الكواكبي في طبائع الاستبداد بأنه حريص على أن يكون :هو من يتحكَّم في شؤون النّاس بإرادته لا بإرادتهم، ويحكمهم بهواه لا بشريعتهم، ويعلم من نفسه أنَّه الغاصب المتعدِّي، فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من النَّاس يسدُّها عن النّطق بالحقّ والتّداعي لمطالبته… إنّه عدوّ الحقّ، عدوّ الحّريّة وقاتلهما، وهو مستعدٌّ بالطّبع للشّر، والمستبدّ: يودُّ أنْ تكون رعيته كالغنم درّاً وطاعةً، وكالكلاب تذلُّلاً وتملُّقاً." وهذا المعنى أكده روبرت كونكويست في "الإرهاب العظيم" في عهد ستالين، "The Great Terror"، وبين كيف استخدم النظام السوفييتي القمع والإعدامات الجماعية لإخضاع المجتمع :فلم يكتفِ التطهير العظيم بالقضاء على الأفراد أو المجموعات المحتملة للمعارضة، بل أوجد جوًّا عامًا من الخوف الشامل يشلّ المجتمع، ويمنع حتى أدنى همسة انتقاد أو رغبة في الإصلاح." الخامس: قيادة الجماهير إنّ من أعمدة فلسفة التعذيب سعي الأنظمة القمعية إلى قيادة الجماهير المستكينة، تلك الجماهير التي أصابها الذعر من أثر صدمة التعذيب والقهر. فهذه الأنظمة تحرص على إحداث مذابح جماعية بلا مبرر واضح، حتى يدبّ الرعب في كل صاحب مطلبٍ أو صوتٍ إصلاحي، فينسى الفرد غايته الإصلاحية ويحرص على سلامته البدنية فحسب. ويعرف التاريخ وقائع متعددة، خصوصًا في مصر، بدءًا من "مذبحة القلعه" و"مذبحة سجن طرة"، ومذابح الإخوان في سجون النظام، وحوادث العنف في "استاد بورسعيد"، وقمع المتظاهرين في "ميدان رابعة" و"النهضة". ويناظرها في سوريا مذابح "حماة" و"تدمر"، وغيرها من المذابح التي لم يشهد التاريخ مثلها في إبادة المدن وسحقها. وهذا ما أكدته تيموثي سنايدر (Timothy Snyder): "فمن خلال ترهيب مجموعات سكانية بأكملها، ضمنت النظم(المستبده) أن مجرد التفكير في المعارضة بقي عديم الجدوى، إذ طغت وحشية القتل الجماعي على قدرة المجتمعات في التحرك." (Timothy Snyder, Bloodlands: Europe Between Hitler and Stalin, Basic Books, 2010, p.387) نفس الطرح يؤيده كاليفاس (Stathis N. Kalyvas):فيقول: "في حين أن العنف الانتقائي يهدف إلى فرض الامتثال بإظهار القدرة على معاقبة المنشقين بفاعلية، فإن العنف العشوائي يستهدف ردع العمل الجماعي عبر صدم مجتمعات بأكملها وإرغامها على الخضوع السلبي." (Stathis N. Kalyvas, The Logic of Violence in Civil War, Cambridge University Press, 2006, p.146) السادس: فرض إرادة القاهر على المقهور إنَّ طبيعة هذه الشخصيات والسياسات المريضة تقوم على ممارسة القهر دون مبرِّر، فلا يشترط وجود معارضة سياسية أو حركة إصلاحية ليبطشوا بالناس. وهكذا تجد أشخاصًا لا شأن لهم في السياسة أو الإصلاح، ولكن يقع عليهم القهر لصناعة أجيال مقهورة، لا غاية لها إلا الانصياع لإرادة المستبد. عندئذ يتبنّى الناس شعارات مهينة لكرامتهم، كأنهم يقولون: "نموت نموت ويحيا المستبد"، ويقبلون بالجوع والفقر ليشبع ويغتني هو. بهذا تُقهر إرادتهم حتى تفرغ العقول والصدور، فيتحوَّل أصحاب الدرجات العلمية والمكانة الاجتماعية إلى عاجزين عن فهم أبسط الحقائق، لأن إرادة الظلم والقهر سيطرت على عقولهم فلم يعودوا يجرؤون على التفكير الحر أو إبداء الرأي. وهنا تنهدت هانا آرندت (Hannah Arendt)لتوضح أثر فرض القهر فتقول: "إن النموذج المثالي للتابع في ظل الحكم التوتاليتاري(الشمولية المستبده) ليس هو النازي المقتنع أو الشيوعي المقتنع، بل أولئك الذين لم يعد لديهم أي تمييز بين الحقيقة والخيال (أي واقع التجربة)، ولا بين الصواب والخطأ (أي المعايير العقلية للتفكير). Hannah Arendt, The Origins of Totalitarianism, Harcourt Brace, 1973, p.474." السابع: إفساد تربة الإصلاح فبالتعذيب تنتهك الآدمية، ولا تصل حتى إلى درجة الحيوانية، وتفسد النفوس، ويصبح المجتمع غير مؤهّل أصلًا لإنبات الإصلاح. فتفسد تربته، وتبور زرعته، ولا يبقى منها إلا زرع الشيطان، وتفسد الطباع والأخلاق، وتعلو الفئات الهامشية وتسود قيم التفاهة، وغاية فلسفة التعذيب هدم الإنسان بقيمه وقيمته وحضارته ، وكما عبر بن خلدون بمظاهر هذا القهر: "فإذا كثرت الجبايات، وانتشر الظلم، واشتدّ القهر، انقبض الرعايا عن السعي في العمارة، واختلّ نظام الوجود." تلك السبعة أعمدة لفلسفة التعذيب القائمة عليها عتاة الدكتاتورية، أصحاب الأمراض النفسية والأنفس المشوّهة والذمم الفاسدة والقيم الدنيّة والأخلاق الرّديّة، ليتمكنوا من رقاب العباد والبلاد وينشروا الكفر والفساد والفتن. ولهذا فإن فتنهم فاقت ثمن الثورات؛ فالفتنة أكبر وأشد من القتل، وهذه الفتنة، وهي الكفر وقرائنه، أشد من تبعات الإصلاح وتوابعه. وما كانت أعمدة فلسفة التعذيب إلا أعمدة للظلم والبغي والعدوان والكفر والفسوق بغير الحق، فكانت عاقبتهم السوء حتى لو نجوا من عقاب الدنيا، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا.رواه مسلم. خالد القاضي صحفي إنساني

  131 مشاهدات

سحب الأحزان

هكذا هي الدنيا، لقاء ففراق، لم يدم ودها، ولن يلتئم جرحها، وبدت سحب الأحزان تتوالى حتى ملأت سمائي: غربة الأهل، فراق الأحبة، لَيْتَ شِعْرِي مَاذَا أُرَجِّي مِنَ الدُّنْيَا ... وَلَمْ يَبْقَ لِي عَلَيْهَا حَبِيبُ أَفْرَدَتْنِي الْخُطُوبُ مِنْ أَهْلِ وُدِّي ... حَسْرَتِي مَا تُرِيدُ مِنِّي الْخُطُوبُ كُلُّ يَوْمٍ لِي مِنْ خَلِيلٍ فِرَاقٌ ... أَيُّ عَيْ...
متابعة القراءة
  406 مشاهدات

تحريفات الألباني العقدية وأثرها على الحركة السلفية

عندما يتحول العالم إلى عقبة في  طريق الحركة الإسلامية تعوقها عن الريادة وحركة التغيير للمجتمع ، فتحول  تقريراته وتنظيراته بينهم وبين الوصول إلى تغيير حقيقي. في هذا الوقت يجب أن نقف وقفة منصفين عاقلين وننحي العاطفة والهوى جانب الفهم، ساعتها يحدد أبناء الحركة وعقلاؤها دور هذا العالم الريادي المناط به، ليصبح في ركن الدعاة الصا...
متابعة القراءة
  2234 مشاهدات

Scenes and comics from the play of "June 30th Golden Calf"

How much comics the political stage carries that follows each other as some shadow puppets in a quick, successive hazy scene, which you laugh at each of its chapters until you drop on your back. The most dramatic political play was the coupist play of '' June 30 th coup d'état'', which came at the end of the cultural season of the January 25 th rev...
متابعة القراءة
  617 مشاهدات

مشاهد ومساخر من مسرحية عجل 30 يونيو

كم تحمل خشبة المسرح السياسي من مساخر تتوالى كخيال الظل في مشاهد ضبابية سريعة ومتلاحقة، ومع كل فصل من فصولها تضحك حتى تنقلب على قفاك من شدة القهقهة. وأجمل هذه المسرحيات السياسية مسرحية "30 يونيو/حزيران الانقلابية"، التي جاءت في ختام الموسم الثقافي لثورة 25 يناير/كانون الثاني بعد عرضها الأخير للمسرحية المأساوية "انتخابات الرئاسة المبكرة" وعودة الفلول...
متابعة القراءة
  541 مشاهدات

النقطة الإنسانية

إن صح وصفي لما أحس به من ألم يعتصرني لأسميته (النقطة الإنسانية)، هذه النقطة التي تغير المعني فتحوله لنقيضه، وهذا مستفيض في لغتنا العربية والتي هي لغة المشاعر والأحاسيس.هذه النقطة هي الأخيرة في جعبة الأمل وسط وادي التيه في صحراء التغيير للمجتمع المصري.وبعدها أدركت أن الحركة الاسلامية لم يعد لها خيار في الخروج إلى وادي ذي زرع وإلا هلكت وسط بحر الرمال...
متابعة القراءة
  856 مشاهدات

ماتنقمون من فيلم"في سبع سنين" ؟

ربما خضنا معركة كلامية أملتها علينا عقيدتنا وضمائرنا في نقد عمل توثيقي بلغة أهل فنه، كانت هذه إجابتي لأحد الأحبة لما سألني ما تنقمون من فيلم يناقش واقع ولو 1% . فتنبهت لأمر مهم وهو أنه ربما يجهل البعض ما هو الدافع وراء غضبتنا ونحن الذين بالإمس وقفت بجانبا الجزيرة وقنواتها حتى طالها الحصار وتكالبت عليها الأمم. وحتى يزول الإشكال لابد أن نفرق بين ما ه...
متابعة القراءة
  742 مشاهدات

ما هكذا تورد الابل يا أستاذ أيمن جاب الله

لا أدري كيف كان شعوري و صدمتى عندما قرأت مقال الأستاذ ايمن جاب مدير قناة الجزيرة مباشر على ساسة بوست والمعنون ب "في سبع سنين ...المثاليون يمتنعون"، والذي دافع فيه باستماته عن الفيلم التسجيلي المعنون بشطر المقال، وزاد تعجبي عندما بدأت في تفاصيل المقال، والذي خلى بدوره من أي نقاش مهني وتحول إلى طرح عاطفي. 1-بدأ أستاذنا الفاضل باستعراض دورقناةالجزيرة ...
متابعة القراءة
  1088 مشاهدات

لحوم العلماء مسمومة... متى؟ وكيف ؟

ما إن تشرع في بيان مسألة ما مستدلا أو متسائلا أو مستنكرا على أحد المنتسبين للعلم الشرعي، إلا وتجد متصدرا لقفل كل الأبواب على الفهم والاستفسار، موجهة لك عبارة قاصمة: (لحوم العلماء مسمومة). وعلى الجانب الآخر تجد صنف إذا ذكرت أمامهم أحد أهل العلم والمنتسبين له يفتح عليك باب من القدح والطعن مستفتحا: هذا ليس بعالم هذا كذا وكذا.... وتزداد الحيرة كلما رأي...
متابعة القراءة
  1164 مشاهدات

شفرات الحركة السلفية القاطعة

‏ الحركة السلفية حركة إحياء ورجوع إلى منبع الأمة الأصيل من فهم وتقرير وعمل، وهدفها هو أسمى الأهداف، وشعارها هو أنبل الشعارات: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها). وقد سار في ركابها أنبل الرجال، وأشرف من في الأمة من علماء واتباع ومؤيدين. وفي نفس الوقت استهدفت الحركة من قبل المتسلقين والمنافقين والمعادين لها بالتشوية والحرب الإعلامية واختراق صف...
متابعة القراءة
  717 مشاهدات

أدب الخلاف وفقه الانصاف (2)

إن هدي السلف هو أكمل الهدي وأسلمه فهما وتقريرا واقتداءا، وهذا الأمر كان واضحا جليا في سيرتهم العطرة وهديهم المنصوص عليه. ودارت افاداتهم بأنه لا يجوز لأصحاب الأقوال المختلفة -اعتبارا- أن يعنف أحدهم الآخر، ولا أن يسفه رأيه، ولا أن يطرح قوله، بل (يعتبره) إلى أن يصفي القضية، أنت قلت كذا، وأنا بلغني كذا، وهذا بلغه كذا، على ما تستندون؟ فإذا بحث كل منهم ع...
متابعة القراءة
  1009 مشاهدات

أدب الخلاف وفقه الانصاف (1)

أصيبت الساحة الإسلامية في نكاباتها الأخيرة بشىء من المراشقة والمعاتبة والملاومة والمصارحة بين بعضها البعض، واختلفت وجهات الناصحين والمعاتبين بين وصفين متلازمين: النقد البناء وسوء الأدب. ولم يسلم أي ناقد أو ناصح أو داعي من الجرح، سواء كان مقصده سليم وتقريره قويم أو أساء التعبير ولم يصب الهدف. ولابد من الوقوف على حقيقة أدب الخلاف وفقه الإنصاف قبل الد...
متابعة القراءة
  1041 مشاهدات

حكم من ذكر مصر في السنة

يحمل غالب شعب مصر في صلب تكوينه حب شديد للنبي صلى الله عليه وسلم، ساهم في كثير من عاداته التاريخية المتوارثة (ولو كانت مخالفة لصحيح السنة) كالحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم والاحتفال بالمولد النبوي وطقوسه العبيدية والتحديث عنه بالأمثال، وحتى الأغاني والأهازيج الشعبية والتواشيح الدينية لا تخلو أبدا من ذكره صلى الله عليه وسلم، وأشد الناس علمانية في مص...
متابعة القراءة
  698 مشاهدات

حكم الزمان من ذكر مصر في القرآن

لا يكاد يمر عليك ذكر مصر في القرآن إلا وتقف عنده تتأمل حكمة هذا الكم البياني، الذي يتراوح بين التصريح بها خمس مرات وخمس وعشرين مرة بالإشارة. ولكن ما العبرة من تكرار ذكرها بهذا الشكل؟ وما الحكمة في هذا التنوع؟ هل هو كما يذهب بعض الظاهرية السذج من أن مصر ممدوحة بذكرها مستعلية بتكرارها؟ ودون النظر للسطحية التي انتقلت لبعض الباحثين واستخدمت كخطاب إعلامي تدجيني سياسي وصل إلى نزعة من التعالي والعنصرية في بعض الأحيان. وأثرت هذه التقريرات-على ما فيها من تحريف في الفهم- فأصبحت من المسلمات عند الجماهير، وزاد الأمر إشكالية بتوارد أحاديث شائعة منسوبة إلى السنة دون بحث في سندها أو الحكمة منها. وأصبحت مسلمة "مصر مذكورة في القرآن" أنها لا تدور عليها الدوائر، ولا يضرها المفسدون. بل أرباب الضلال أنفسهم يروجون لهذه المسلمة (مصر المحروسة)، حتى لا ينكر عليهم منكر ما أصابها على أيديهم.

ولو تأملنا مواضع ذكر مصر في القرآن على سبيل المثال لا الحصر، نجد أن كل موضع وراءه حكمة. الموضع الأول: لا أمان إلا بعد تمكن الإيمان، وهذه لا شك أنها مسلمة، فإذا ضاع الإيمان فلا أمان، فقول الله تعالى "ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ"، جاء بعد أن مكن الله ليوسف عليه السلام قبلها "وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" قال الطبري: وهكذا وطَّأنا ليوسف. يتخذ من أرض مصر منـزلا حيث يشاء، بعد الحبس والضيق.. فمكنا له في الأرض بعد العبودة والإسار، فلا يمكن بأي حال وجود الأمان في ظل الخيانة والفساد وتنحية المحسنين والتمكين للمخربين.

 

 

 

لذا لما آل الأمر لفرعون ومحاربته للمؤمنين، كانت وصية سيدنا يوسف عليه السلام بخروج جسده من مصر، ولو كانت مصر محمودة بلا حكمه ما أوصى بذلك، ففيصحيح بن حبان: أن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلوا الطريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم نحن نحدثك: إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا يخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا، قــال: فمن يعلم موضع قبره؟ قالوا..عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها، فأتته، فانطلقت بهم إلى (مكانه) واستخرجوا عظام يوسف (جثمانه)، فلما أقلوها إلى الأرض، إذ الطريق مثل ضوء النهار.

متابعة القراءة
  656 مشاهدات