إن صح وصفي لما أحس به من ألم يعتصرني لأسميته (النقطة الإنسانية)، هذه النقطة التي تغير المعني فتحوله لنقيضه، وهذا مستفيض في لغتنا العربية والتي هي لغة المشاعر والأحاسيس.هذه النقطة هي الأخيرة في جعبة الأمل وسط وادي التيه في صحراء التغيير للمجتمع المصري.وبعدها أدركت أن الحركة الاسلامية لم يعد لها خيار في الخروج إلى وادي ذي زرع وإلا هلكت وسط بحر الرمال المتحركة للسنن الكونية.فمن يملك خارط ليس بالضرورة يستطيع الوصول.إذ أن مخاطر الطريق وقلة الزاد كافية لهلكته، فما بالك لو افتقد البوصلة وسار عكس الاتجاه، أو استعان بخبير متشبع بما لم يعط.شواهد الفهم الصحيح لقضية منطقية حتما ستوصل وتأصل للنقطة الإنسانية والتي من عندها تنتهي المحبرة وحينها لابد من نهاية السطر.وعلينا أن نقف عند رأس التصور لندرك حجم الهدر في أمر بديهي، وكل ما سبق ماهو إلا جزء من أسلوب فهم وطريقة عرض متعمده.
الصراحة: وصفوها أنها راحة، فبصراحة إننا لم نكن مؤهلين للمواجهة وتحمل المسؤولية بعد 25يناير، وهذا ليس معناه أننا ما كان يجب أن نتصدر المشهد أو نواجه، بل المقصود صراحة أننا يجب أن نؤهل أنفسنا لتكون بقدر تحمل المسؤولية المستقبلية، لان المواجهة حتمية ولن تلغيها مبادرة أو تنسيها مماطلة.
القيادة الحازمة: وهي أخر نقطة إنسانية في مسيرة كل الحركات الإسلامية، فشخصية واعية قيادية أخطر من قنبلة ذرية تمتلكها يد مرتعشة، ووضع استثنائي لسفينة في مهب عاصفة ترجح غرقها تحتاج لقبطان حازم ومنتبه مع طاقم بحارة مهرة متيقظين، أما كسور الرجال وأشباه المنحنيات، فلن تقوم بهم قائمة ولا يرجى منهم استقامة على الجادة، وإفساح المجال لتتابع القيادات المؤهلة والدماء المتدفقة هو النجاة من إنسداد الطريق.
الصبر المر: هو ما بعد جفاف الريق ويبوس الشفاة، وشخوص البصر وحدته، ليلمح أقرب نبع، بعدها يدب نشاط حتى في ظل إنعدام الزاد، بل يسيل اللعاب قبل الري، وهو فترة عصيبة لصراع الفكرة وبقاء الحلم بالنجاة وهواجس الهلاك والموت صبرا، وهو أشبه بجيش طالوت متعدد مراحل البلاء ومتساقط الإعداد، فالثبات في ظل طبيعة نفس إنسانية تأبى إلا رشفة، وسنة ربانية تثبت القلة.إنعدام السبب: وإنعدام السبب ليس معناه عدمه، بل المقصد كفايته، فطالوت رغم قلة عدته يقتل جالوت رغم دروعه، ويصبح الرمي أمر ظاهري الغرض منه الاقتياد والحقيقة أن التسديد من الله إذ الرمي التوفيقي منه وحده، وإنعدام كفاية السبب هي عين دفع الحق بالحق للحق، فالامتثال والثبات عزم وفعل توفيقي والنصر المترتب على سبب في نظر التقييم البشري لايكفي، لكن المطلوب الحقيقي هو الثبات والاستقامة عليه، قل آمنت بالله ثم استقم، واستقم كما أمرت.
روح اليأس: القنوط صنو الحَنوط، ولا يبقى بعد تسربه إلا سربلة العزم، ودفن روح العمل، فلا تسلمهم أذنك، ولا تجعلهم يغترون بحلمك، ولا تسقط حلمك من نصب عينك، فهو الشاخص الذي يحدد وجهتنا، وهو الحادي الذي يؤانس مسيرتنا، وسط ظلام حالك حتما سيتبعه نهار.
الحبل المتين: هو الذي سنعتصم به، ونتعلق به فيحمل القوي الضعيف المتشبث بتلابيبه، وكلما كان الحبل نسجه متين كلما زادت فعاليته، وإن لم ينسج على كتاب وسنة وفهم واضح لطبيعة المهمة ودور الحبل في شد وربط أفراده، ساعتها سيكون سببا لغرقنا نحن .
نقطة نظام: والتى عندها سنقف، وبها سنتألف، وبدونها ستجف جذوة ترابطنا، نقطة لا تعرف إلا مصلحة الدين المقام في إطار الأخوة الخالصة، ربما المعبرة فعلا عن تصور سيد قطب للعزلة الشعورية لنفوس تتطوق لنصرة دين ومبادىء ، وحقيقة أننا شعب وهم شعب، لم ندعي أننا شعب مختار، وإن كنا بدون النقطة بلا اختيار، ولن تلهينا عن طريق العدل أو روح الحزم للقصاص من الباطل.\
صفوان الصفوة: وهو المطلوب لإعادة البناء الفكري والفقهي والحركي بل وضبط الفهم العقدي والمرجعية العلمية وتصحيح زيف تاريخي وتحصيل وسع، صفوان قابل للتنقل وطنه الإسلام حدوده تراب لا يجري وراء السىراب ، صفوان صفوة قلة قوة ثبات حتى الممات.
لعلك الآن فهمتني يا صديقي
تعليقات