كانت
هناك مسألة تحيرنى على مدى سنوات طوال
لانها تمس حياتى ودينى بشكل واضح ومستمر ومباشر
مسالة
البلاء والمصائب والمتاعب التى تلازم حياة الانسان
في
الوقت الذى نقرا فيه من الآيات ما يبشر بالحياة الطيبة للمؤمنين
( من عمل صالحا من ذكر او انثى فلنحيينه
حياة طيبة)
فأتساءل
اين هى الحياة الطيبة مع كل هذه المصائب والبلايا
انا
لست معترضا وانما كنت متحيرا فى الحقيقة اريد السعادة والحياة الطيبة والتى لم
اتحصل عليها رغم انى من الملتزمين
!!!!!
( اى الفريقين احق بالأمن ان كنتم تعلمون
الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون )
واقف
متسائلا اين هو الامن ونحن مهددون مستضعفون بل مسجونون احيانا
كيف
هذا وانا من الملتزمين
!!!!
( من يتق الله يجعل له مخرجا )
اين
هو المخرج من المصائب والبلايا وها انا ذا من الملتزمين !!!!
كيف
تقع علي هذه المصائب ولماذا
ماذا
فعلت فى حياتى حتى يحدث لى كل هذا
وسألت
عددا من الافاضل فلم يعطنى احد اجابة شافية حتى قال لى بعضهم ان هذه المصائب دلالة
على انى من اولياء الله عز وجل
!!!!
وظللت
هكذا سنين طوال حتى فتح الله على بما اظنه صوابا
فالوحى
لا يتناقض ولا يضرب بعضه بعضا
فالوحى
اخبر ان البلاء سنة كونية ماضية على المؤمنين
)احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا
الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين(
اذن
البلاء لا فكاك منه فى هذه الحياة
فاين
الحياة الطيبة واين الفرج واين المخرج من البلاء
وهنا
لابد ان نفهم الحياة الطيبة والتى تشتمل على نوعين من الحياة الطيبة
الاول
ما ذكره السلف رحمهم الله عند قولهم
لو
يعلم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف
لو
كان اهل الجنة هكذا انهم لفى عيش طيب
كان
السلف يعبرون بهذا عما يمر بهم من احوال قلبية حال الذكر والصلاة و قراءة القران
وهو
ما عبرت عنه السنه بحلاوة الايمان
كان
السلف يعبرون بهذا عن ان ما يقع بالقلب من احوال هو حياة طيبة بحد ذاته
هذه
الحلاوة هى حياة طيبة
ولذلك
قال بعضهم لو لم تجد الحلاوة عند الصلاة والذكر و قراءة القران فاعلم ان الباب دونك
مغلق
فهى
ليست اى عبادة تلك التى يتحقق معها الحلاوة وانما عبادة مخصوصة
وهذا
ينقلنا الى نوع اخر من الحياة الطيبة
يقول
رب العزة فى الحديث القدسى
)من عادى لى وليا فقد
اذنته بالحرب وما تقرب الى عبدى بشئ افضل مما افترضته عليه وما يزال عبدى يتقرب
الى بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذى يسمع به و بصره الذى يبصر به و
يده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ولئن سالنى لاعطينه ولئن استعاذنى لاعيذنه (
هذا
الحديث قرأت شرحه مرارا بل وشرحته فى درس من دروسى ولكنى لم اتوقف معه ابدا
لم
اتوقف معه بقلبى بل لم احس بمعانيه اصلا كما لم اتوقف مع كثير مماقاله السلف عن
احوال القلوب وسيرها الى الله
رب
العزة يخبرنا ان من عادى وليه فقد اذنه بالحرب
هذا
ولى الله فى حالة عداء مع شخص ما او جماعة ما او دولة ما ممن يعادونه لدينه ووعده
الله انه سيحارب من يعاديه
وهذه
العداوة فى العادة والابتلاء بها لا يكون الا من مدافعة الولى لباطل او منكر او
سعى من الولى لاقامة دين الله دعوة او جهادا
هذا
الولى ليس متعبدا منعزلا فهذا فى الغالب لا يعاديه اجد
وانما
هذا اتته العداوة من نصرته للدين و قيامه به
ولكن
كيف يكون المرء وليا لله
هذا
ما شرع الحديث فى بيانه
)وما تقرب الى عبدى بشئ افضل مما افترضته عليه(
وهنا
بين العلماء ان المقصود بالفرائض فعل الواجبات و ترك المحرمات
يقول
النبى صلى الله عليه وسلم (اتق المحارم تكن اعبد الناس (
فعل
كل الواجبات عليك
وترك
كل المحرمات عليك
هذا
افضل ما نتقرب به الى الله
)وما يزال عبدى يتقرب الى بالنوافل حتى
احبه فاذا احببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها
ورجله النى يمشى بها (
النوافل
كل النوافل فهو لا يستقل من المعروف شيئا
واذا
داوم على هذا كانت كل جوارحه مباركة كلها فى طاعة الله
فاوقاته
وانفاسه واعماله كلها فى مراد الله لا تخرج عنه
ثم
يقول رب العزة ( و لئن سالنى
لاعطينه ولئن استعاذنى لاعيذنه (
وهنا
نرى المعنى الثاني للحياة الطيبة
ان
هذا الولى بسيره فى طريق الولاية يصير مستجاب الدعوة ويكون فى جوار الله يدفع عنه
ويحميه
هكذا
هى الحياة الطيبة
فاذا
حقق الولاية فهو فى معية الله ينصره ويوفقه وييسر له امره كله ويبارك له فيه واذا
وقع به البلاء كما هى سنة الله فى عباده يستجيب دعاءه فيرفع عنه وان اراد الله
بسابق قضائه الا يرفعه فهو يجيره فيثبته و يدفع عنه و يحميه
وانظر
الى موقف سعيد بن جبير مع الحجاج وكيف ثباته وان هذا من تحققه بالولاية
وانظر
الى الامام احمد وكيف استجاب الله دعاءه و دفع عنه القتل وامات المامون فى ليلتها
لتعرف انه من تحققه بالولاية
وانظر
الى الكثير من السلف الذين كانوا فى عافية ولم يتعرضوا لظلم الملوك رغم صدعهم
بالحق فى وجوههم وان هذامن تحققهم بالولاية
وتعرف
كيف كان كان خالد او غيره يطلب المدد فيرسل له ابو بكر رضى الله عنه اربعة
فهم
مع كونهم مقاتلين اشداء متقنون لفن الحرب الا انهم متحققون بالولاية وعد الى سيرهم
لتعرف
وانظر
كيف كان يقال لاصبع.مجمد بن واسع فى الصف اعظم من الف مقاتل
وستعرف
سر قوله تعالى
( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله (
لانهم
كانوا اولياء
اذا
تأملت كل هذا ستتحقق لما تنزل بنا المصائب ولا ترفع بل تصب علينا صبا وكيف لم تتحق
لنا الحياة الطيبة
بل
كيف كان وقت السلف مباركا
فهذا
الضياء المقدسى يخبرنا ان شيخه قال له كلما اكثرت من القران اخذت من الحديث الكثير
قال فجربته فوجدته
وبعص
السلف اخبره شيخه انه كلما اكثر من القران بارك الله فى وقته فقال جربته فوجدته
وجعلت وردى عشرة اجزاء
و
هذا الشافعى كان يختم ختمتين فى كل يوم من رمضان وهذا من بركة وقته يرحمه الله لتحققه
بالولاية
ولا
تقل لى انه الشافعى
فاخ
لك هذه السنة فى رمضان كان يختم ختمتين كل يوم فى رمضان وكان ان حلت كل مشاكله
الشخصية والعائلية والمادية
وهذا
اخر يخبر عن نفسه انه اذا نزلت به المصيبة صلى على النبى صلى الله عليه وسلم الف
مرة ثم يدعو الله فتقضى حاجته من يومها
وهذا
اخ لنا كان اسيرا عند الظالمين متورطا فى امر كبير فداوم على الصلاة على النبى صلى
الله عليه وسلم عشرين الف مرة فى اليوم حتى ارسل الضابط فى طلبه وافرج عنه من مقر
الامن
فى الحديث
(يا بن ادم تفرغ لعبادتى املا قلبك غنى واسد
فقرك(
تعليقات