بسم الله الرحمن الرحيم
البرادعي بردعوه !!
________
أرى - والله أعلم - وإن خالفني الكثيرون من مؤيديه ومعارضيه على السواء، أن البرادعي شخص فارغ لا يزن مليجرام في تقديرات الأشخاص من حيث الموازين البشرية والدنيوية، أشبه ببالون الأطفال، نفخوه فعظُم عند نفسه في حين أن شكة الدبوس "تفسِّيه" أو بالأحرى تُدمِّره !!
والبرادعي شأنُه كشأن الكثيرين من أمثاله، الهلكى بطرس غالي وأحمد زويل وغيرهم ممن لم يحن دوره - كعصام حجي مثلاً - ظواهر غربية يستخدمهم الغرب والأمريكان كمناشير لقطع شجرة الإسلام والعروبة، وتخريب البلاد وتدمير الأوطان باسم العلم والتقنية من جهة، وباسم "اللبررة" و"الوطننة" و"الأرننة" من جهةٍ أخرى، حاشا الأشراف من شهداء العلم والتقنية الذين قتلهم الصهاينة لتمسكهم بقيمهم ومبادئهم، ورفضهم خيانة الدين والأوطان كمصطفى مشرفة وسميرة موسى وجمال حمدان وغيرهم رحمهم الله !!
ولا شك عند الغرب والأمريكان أن هؤلاء وأمثالهم، أحسن من يقوم بمهمة التغريب للعرب والمسلمين، وقطع أشجار إسلامهم وعروبتهم، وتثبيت نظرية تخلفهم ورجعيتهم، ومن ثم احتلالهم ونهب أوطانهم، وغزوهم بالفكر وما يسمى بالثقافة لتغيير مجتمعاتهم من سماحة وبهاء الإسلام إلى وثنية وجاهلية أوروبا وأمريكا، كل ذلك بالدسِّ والمكر والحيلة، حيث لا يسع الغرب الصليبي بحقد القرون، ولا التصهين الأمريكي بعنصرية تفوق الجنس الأبيض، أن يستعلنوا بهذه المواجهة مع العرب والمسلمين، إذ الفشل حتمي لا محالة مهما كانت عدتهم وعتادهم، بسببٍ واحدٍ أساسيٍّ هو اعتزاز العرب والمسلمين بدينهم، واستعلائهم بصلتهم بربهم، فلا تُهزمُ أبداً نفوسهم وقلوبهم وإن هزمت جيوشهم مرة أو عشرة فالحرب سجال، تشهد بذلك قرون الحروب الصليبية، وتجارب الأمس واليوم !!
لذا فلا بديل لدى الغرب والأمريكان من أن يواجهوا الأمة بالبرادعي والسيسي وأمثالهم ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، ولكنهم في الحقيقة دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فهم أجدى في حرب الأمة وكيد دينها وتمزيق وحدتها، كما يقول المثل التلمودي "أفضل من يقطع الشجرة أحد أبنائها" !!
لذا فالبرادعي صدى للهواء الذي نفخه الغرب فيه فانتفخ، وصدق خدعة نوبل، أو لم يصدقها إلا لتروج علينا حسب شروط من أعطوها له بغير حقها لديهم، لأنه يعلم بلا شك حقيقة نفسه، ولن يغيِّر من الحقيقة عنده شيئاً أن يقول الناس في جيبه تمرة، إذا كان يعلم يقيناً أنها بعرة، وليست تمرة كما يظن الناس، فالحقيقة أن "نوبل" ابتُدعتْ لهم هم، فهم يُعطونها أيضاً لخونتنا من أذنابهم ليخدعونا عن هُوِيَّتنا، ويفتنوننا عن ديننا، ونحن قومٌ نقدِّس الشهادات كما هو معلوم، فمن حاز على "نوبل" عندنا، نقول له يا "ابونا" ويا أمنا، ويا خالنا ويا عمنا !!
وما ظنك بشخصٍ رباه لنا أعداؤنا من ساسه لراسه، فعلموه ورقُّوه، ومن الشهادات العليا والجوائز الكبرى أغدقوا عليه ومنحوه، وفي المناصب الراقية وضعوه، وقد أفاؤوا عليه من النِّعم والنَّعيم، والفاره من المساكن والمراكب، وتوجوه ملكاً على قلوب الناس، وصنعوه نجماً في كل المحافل حتى قبَّل فاتناتهم الداعرات، في نحر ظهيرة الفضائيات، وائتمنوه على أسرارهم، وشرفوه بالعمل في مفاعلاتهم، وكذا شرفوه بأن يكون أول مسمار يُدق في نعش قوتنا كمسلمين!!.
كما نشرت مجلة «روزاليوسف» الأسبوعية في 29 /5 / 2010م أنه (هناك مواقف متنوعة وموثوقة.. وتقوم على أسس دقيقة ترى أن الدكتور محمد البرادعى قد شارك فى الإجراءات التى أدت إلى صدور قرار الحرب على العراق، وعملية غزوه التى أدت إلى احتلاله عام 2003، وقبل ما يزيد على الشهر نشرت المجلة حوارين متتاليين :
الأول للدكتور يسرى أبوشادى الخبير السابق فى وكالة الطاقة الذرية..
والثانى للعالم المصرى الكبير فى المجالات النووية الدكتور محمد ناجى..
واتفق كلاهما على أن ما اقترفه الدكتور محمد البرادعى فى عملية غزو العراق كان سببا جوهريا فى «شرعنة» قرار الغزو، وتعج شبكة الإنترنت بتعليقات مهولة حول هذا الأمر، ومن بين ذلك من يذهب إلى حد وصفه بأنه مجرم حرب، بل مضى البعض فى العراق إلى رفع قضايا ضده أمام محاكم عراقية.. ولسنا ندرى إلى أين ذهبت ولماذا توقفت) أ.هـ .،
فأنى يطيق البرادعي العيش بدونهم، أو يفارق جنانهم ونعيمهم، وأي شيء يجذب نظره عندنا إلا الكرسي الكبير، فما جاء إلينا قبل يناير 2011 إلا ليركب على الأمة من خلال الكرسي الكبير، أو يتنازل فيأخذ الكرسي الثاني بشرط أن يكون شاغل الكرسي الأول "شُرَّابة خرج" له، لا يحل ولا يربط، فلما طلع "نقبه على شونة"، ووجد أسداً هصوراً يملأ مركزه ولا يأبه بالثعالب ولا بالكلاب، طار البرادعي على الفور إلى النمسا وهو يلهث ويقول : (آه يا حوستي يانا يا امه) !!
فلما أحس بالإنقلاب جاء ثانية يراوده حُلمُه، ولكن حال العسكر بينه وبين ما يشتهي، ووجد نفسه هذه المرة شرابة خرج لشرابة خرج ولا يتنفس إلا في الخرج، وحُرِم لذتها وتحمل تبعتها، و"شال الليلة" حتى قبيل الفجر تسلل النمس إلى النمسا ثانيةً، وهو يخادعنا ويقول مالي والدم ! .. وكأن دم ليلة المنصة ودم ليلة الحرس الجمهوري، ومن قبل دم ليلة الانقلاب كان "سحلباً"، خلع النمس ولكن لا زال خابور العسكر يشتعل من حلقة دبره إلى مخارج حروفه، ولعل هذا سبب زيادة "اللته" في لسانه، فهل يصلح مثل هذا لسياسة حديقة حيوان فرعية ؟!!
والبرادعي برغم أن اسمه محمداً، فإنك حين تقرأ له شيئاً أو تسمع له كلاماً تظن نفسك امام رجلٍ لا تكاد تعرف له ملة، ولا تستطيع أن تجزم بانتسابه لدين، فعلى سبيل المثال خذ آخر تغريدتين قرأتهما له - يسمي "تويتر" منشورات المشتركين تغريداً، وإلا فالنقيق والنهيق والنباح أقل سوءاً بمراحل من كلام البرادعي - حيث يقول بنص تغريدته: :
(المادة ١٨ من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان: "لكلِّ شخص حقٌّ في حرِّية الفكر والوجدان والدِّين، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في تغيير دينه أو معتقده، وحرِّيته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبُّد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة") أ.هـ !!
فعلقت لديه قائلاً :
(طاب شوفت الآية 85 من سورة ألعمران : "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" ؟!! ممكن تصرح بشجاعة حضرتك مع الآية 85 وللا مع المادة 18 ؟!!) أ.هـ
فلم يجبني، ولكن تناولتني لجانه الألكترونية فرأيت غالبهم من الكفرة والبقية أشبه بالملاحدة، وما يطفح به كلامه من النفاق والزندقة يغني عن الرد عليه !!
وأما تغريدته الثانية فيقول فيها مشيراً إلى تمثال بوذا الذي وضعه الإمارتيون على طريق الشيخ زايد الواصل بين العاصمة "أبو ظبي" ودبي :
(خطوة طيبة على طريق قبول الآخر. قيمة نحتاجها بشدة فى العالم العربي) أ.هـ
وأقول : فانظر قاريئ الكريم كيف يرى هذا البرادعي، أن وضع صنم بوذا الذي يعبده المليارات في العالم اليوم، في القلب من بلد كل سكانه مسلمون هو الإمارات،
مجرد خطوة واحدة على طريق قبول الآخر - بزعمه – ذلك الآخر الذي لا يقبلنا، ويقتلنا في كل مكان، ويسعى حثيثاً لاستئصال عرقنا بكل سبيل، ويحتل بلادنا احتلالاً صريحاً تارة ومقنعاً تارات، على سمع وبصر البرادعي !!
فليت شعري ما الذي يملأ عين البرادعي منا نحن المسلمين ؟!! إن لم يكن القتل والقمع، والاحتلال والغزو الثقافي والتطهير العرقي، ونهب الثروات وتدمير الأوطان وقهر الشعوب، وفوق ذلك نشر الكفر ونصب الأصنام في القلب من أوطاننا، ما الذي يملأ عين البرادعي منا إن لم يكن كل هذا كافياً ؟!!
أظن أن لن يرضى عنا البرادعي ولا أمثاله، ولا من رموه علينا سهماً مسموماً من سهام إبليس من الصهاينة والصليبيين، حتى نكون يهوداً أو نصارى ونتبع ملتهم !!
وجديرٌ بالتنويه هنا أن هذا رأيي الشخصي في البرادعي والأدلة والشواهد عليه قد تفوق الحصر، وعند مستر جوجل مالا يحصى من ذلك لمن أراد، ولكني أقرر هنا لو ان جماعة "الإخوان" كقيادة ثورية معتبرة عندي، قررت التعامل مع البرادعي في سياق ما نحن بصدده من الثورة وإزالة الانقلاب، فأنا كلياً مع الجماعة، وبكل امتنان أترك رأيي لرأيها، وأقول بكل أريحية سمعاً وطاعة، لأنه لا يصلح طالب الحق إلا هكذا مع الجماعة !!
رأيُ الجماعةِ لا تشقى البلادُ بِهِ *** رغمَ الخلافِ ورأيُ الفردِ يُشْقيها
فلا بد أن يكون هناك كبير موثوق، تتعبد إلى الله باتباعه في الحركة، وطاعته فيما يشتبه ما لم تثبت عليه خيانة، ثبوت الشمس في كبد السما بلا غيم ولا شبهة، وليس ثمت كبيرٌ موثوقٌ أقل خطأً وأجدر بالاجتماع عليه والالتفاف حوله في نظري من جماعة الإخوان، ولا ينفي هذا وجود اهل فضلٍ وخيرٍ في الثورة غيرهم، بل أهل الخير من غير الإخوان كثيرٌ بحمد الله، ولكنهم دونهم في الجمعية والإمكانيات والملكات، وإن ذرةً من إنصافٍ تقضي بذلك لا محالة، وشاهده عند المنصف صاحب النظر أن يرقب سهام الأعداء في الداخل والخارج لمن تتوجه ؟!!
ولا يعني هذا أنني عضوٌ في جماعة الإخوان، فهذا شرفٌ لم أنله والله، وأظنه قد فاتني لكبر سني وقلة حيلتي، ولئن فاتني شرف الانتساب لهم فلم تفتني نصرة الحق فيهم، والعدل معهم، والإنصاف لهم، نصحاً للمسلمين ممن ليس له تجربتي، ودعوةً أرجوها خالصة لجمع الصف عليهم، وإلا فلا أظنه يجتمع بدونهم !!
والله الهادي للصواب، وهو حسبي ونعم الوكيل .
#فرحات_رمضان
تعليقات