2 minutes reading time (377 words)

أتاك الربيع العربي مجددا

-

ظن الظانون أن الربيع العربي قد ولى مدبرا بلا عودة بعدما أفل نجمه في كل من مصر وتونس وما يجري في سوريا واليمن مع الدعم القوي من كل من السعودية والإمارات إلا أن الله عز وجل يأبى إلا أن يرينا ولو بصيص أمل تكتحل به عيون المتطلعين لنصر ولو ببعيد.

ظهر هذا البصيص مجددا في الجزائر وهذا الحراك القوي الذي شاهده القاصي والداني والذي دخل أسبوعه الثامن الآن وانتهى مؤخرا بتنحي ذلك العجوز العاجز عن الكلام أصلا فضلا عن أن يدير دولة بأكملها ثم تبلور المشهد برفض كل شكل من أشكال نظام بوتفليقه في أن يتولى إدارة شئون البلاد.

ثم يتحول الربيع مجددا جنوبا ليصل إلى السودان والمشهد هناك مازال ساخنا حتى بعد سقوط البشير وكل شكل من أشكال نظامه.

المتتبع لهذه الموجة من موجات الربيع العربي يجد أن هناك رابطا أساسيا يربط هذا الحراك ألا وهو رابط"الوعي" فقد استفاد القوم من  نسخا الانتكاسات الثورية في كل من مصر وتونس وما حدث في سوريا واليمن ورفضوا رفضا قاطعا أن يكونوا نسخا لهذه التجارب.

والوعي كما عرفه العلماء هو: مرتبةٌ أعلى من مرتبَة الإحساس السمعيِّ والبصريِّ، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نضَّر اللهُ امرءًا سمِع مقالتي فوعاها»؛ رواه الترمذي وغيرُه.


ووجه النبي صلى الله عليه وسلم نظر المؤمن إلى أن يكون واعيا فطنا لا يغتر بالمظاهر حينما قال:

لا يُلدغُ المؤمنُ من جُحرٍ واحدٍ مرتين»؛ رواه البخاري ومسلم.
وجاء في الصحيحين أن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : 

" كانت امرأتان معهما ابناهُما جاء الذئب فذهب بابن إحداهُما فقالت لصاحبتها :
إنما ذهب بابنك وقالت الأُخرى إنما ذهب بابنك
فتحاكمتا إلى داود عليه السلام فقضى به للكبرى فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السلام
فأخبرتاه فقال : ائتوني بالسكين أشقه بينهما
فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى "
قال أبو هريرة : والله إن سمعت بالسكين قط إلا يومئذ
وماكنا نقول إلا المُدية
رواه البخاري ومسلم والنسائي

ففطن سليمان عليه السلام للحقيقة ولم ينخدع بالمظاهر وهذا درس عملي لنا جميعا في الوعي.

ورحِم الله الفاروق - رضي الله عنه -؛ حيث قال: "لستُ بخِبٍّ والخِبُّ لا يخدَعُني".

فبالوعي يستطيع المجتمع أن يصل إلى ذروة النجاح وبقلته أو باتعدامه يصل للفشل.

ولننظر إلى الأيام المقبلة هل سيتم الله الأمور أم ستنقلب على عقبيها .

وان كنا في النهاية نرجو أن يتم الله نوره على العالم الإسلامي وأن يحكم بشريعة الله سبحانه فلا فائدة من ثورات تأتي بحكم علماني عل أنقاض الحكم العسكري.

 

الدعوة السلفية وخيانة الفكر الإسلامي !! (3) (شيو...
السلطة وتشكيل الرأي العام .. مصر نموذجا 1952-1981...
 

Comments

No comments made yet. Be the first to submit a comment