By عبد المنعم منيب on Sunday, 06 January 2019
Category: مدونات عربية

نهاية الإسلام السياسي والإسلام الجهادي .. متى موعدها ؟

أنا أصلا لا أوافق على أنه يوجد شئ اسمه إسلام سياسي و إسلام جهادي منذ زمن بعيد ولذلك عندما ألفت كتابي عن الحركة الإسلامية المصرية ضمنته كل الحركات سواء السياسية أو الجهادية أو التكفيرية أو الدعوية أو حتى التقليدية لإيماني أن لكل منها تأثيره و دوره في كافة المجالات السياسية و الاجتماعية.

و حتى هذه اللحظة كنت أعتبر أن من يتكلمون عن نهاية ما يسمونه بالإسلام السياسي هم العلمانيون و أشباههم من باب الحقد و الأماني الحاقدة و لكن بعد الاطلاع على ما يروجه شباب صاروا رموزا للفكر والرأي لدى أبناء الحركات الإسلامية (بعد أغسطس 2013 بفضائيات قطر وتركيا ومواقع الويب والسوشيل ميديا) أدركت فكرة أخرى و هي أن كثيرا من الإسلاميين ينظرون للواقع نظرة متسرعة، رغم أن النظرة للسطح لا تصلح في السياسة.

وهذا يشبه ما فعله الاخوان المسلمون و أجنحتهم المستقلة (عنهم شكليا لكنها تابعة جوهريا) عندما روجوا بشدة لعملية نهاية التيارات الجهادية عام 2007 بعد وثيقة مراجعات الدكتور فضل (د. سيد إمام الشريف)، فحينها كانوا فرحين جدا و يعتبرون أن هذا التيار انتهي الى غير رجعة ظانين ان هذا في مصلحة تيار الاخوان المسلمين و لكن انا كتبت وقتها ان هذا وهم لا يستند للأسس العلمية و عدت و نشرت هذا في كتابي "مراجعات الجهاديين".

إن التسرع في التحليل أو الوقوف عند سطح الأحداث يعطي نتيجة خاطئة لأي تحليل سياسي و استراتيجي، و أخشى ان المحاولات هذه ستصل بالشباب الى يأس و انتكاسة كبرى.

لماذا ؟؟

لأن الكل الآن يروج ان السياسة فشلت و لا سبيل سوى السلاح، فماذا سيقولون للشباب عندما ينكسر السلاح الاسلامي على دروع و طائرات أعتى القوى العسكرية في هذا العصر "الناتو و روسيا و الصين و أذيالهم من العرب و الايرانيين"..!!!!

فرويدا يا معشر المحللين يا من تحللون كأنكم على مصاطب أو مقاهي، فما هكذا يكون الفكر والرأي السديد.