By عبد المنعم منيب on Wednesday, 24 April 2019
Category: مدونات عربية

حقيقة التعديلات الدستورية فى مصر .. العقدة والحل فى كل الدول العربية

بمناسبة موضوع التعديلات الدستورية وهو شاغل الناس الآن بمصر فيجب التذكير بأن التعريف الصحيح للقانون أنه:
هو تجسيد حقيقي لنسب توزيع القوة بين فئات المجتمع صاحب القانون.

فمثلا إذا كان تجار المخدرات هم الأقوى فسيبيح القانون تجارة المخدرات بشكل ما ، ولو القوادين لهم نسبة كبيرة من القوة الموجودة بالمجتمع لأباح القانون الدعارة بشكل ما، وهكذا فى كل مجال من المجالات.
(و لاحظوا أن الدستور هو احد أنواع القانون بل أقواها)
ومن لا يدرك هذا التعريف للقانون فانه لن يدرك أبدا حقيقة الأحداث التي تجرى فى الواقع ولن يفهم أيا من العمليات السياسية التي تجرى لا محليا ولا إقليميا ولا عالميا.. فهذا التعريف هو مفتاح فهم أي أمر سياسي أو حتى اجتماعي أو اقتصادي لأن للأخيرين بعدا سياسيا بلا شك.
والقوة لها أوجه عديدة منها المال ومنها الأمن ومنها الإعلام ومنها الفكر الخلاق المبدع (ويدخل فيها العلوم المختلفة خاصة السياسة والإدارة والاقتصاد و الإستراتيجية) ومنها الروح المعنوية ومنها القبول المجتمعي (أي عند المجتمع المحلى أو الإقليمي أو الدولي) ومنها العلاقات القوية مع قوى أخرى قوية أو قادرة أو لها إمكانات أو قدرات ما ، ومنها عدد الأنصار ..الخ، وهكذا.. وأوجه القوة هذه هى جوهر أى سياسة سليمة.
ومن هنا فالحصيف لا يتوجه بالعلاج لأعراض المرض وإنما يصوب كل جهده وتركيزه ضد الفيروس الأصلي المسبب للمرض فإن كنت لا يمكنك إقرار القانون الذي تريده فهذا معناه ضعف قوتك فاحصل على القوة و حينها ستمكنك هذه القوة من إلغاء أي قانون أو إقرار أى قانون .
لقد أفسد البعض عقول أغلبية المسلمين بأن السياسة هي المظاهرات والاعتصامات والهتافات الجوفاء وعمل مسلح هنا أو هناك (لا إستراتيجية ولا سياسة سليمة تحكمه) واعتبروا ذلك قوة ولكن الحقيقة أنها ليست قوة ذات بال (خاصة فى عالمنا الإسلامي) وبالتالي فهى ليست سياسة (ونرجح أنها ليست جهادا لغلبة مفاسدها على كل مصلحة).. فالسياسة هي القدرة الحقيقية على صنع الحدث والتحكم فيه واقتناص الفرص من أحداث صنعها آخرون لتحقق بذلك الاقتناص أهدافك أنت لا أهداف صانع الحدث.. ولا يحقق صنع الأحداث وانتهاز فرصها هكذا سوى أوجه القوة التي ذكرناها آنفا.
فليحرص كل امرئ على ما ينفع.
وإن كنت لا تملك صنع الأحداث فاسعى لامتلاك أدوات القوة السياسية أو بعضها كخطوة أولى مما يمكنك في الخطوة التالية من صنع الأحداث أو استثمار الفرص في أحداث يصنعها آخرون، والقاعدة الفقهية توضح أن سقوط الفريضة بسبب عجز عنها لا يسقط عنك فريضة السعي لإزالة العجز ولا شك أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

***
‏أي فريق كرة كي يتجاوز الأزمات ويحصد البطولات بجب ان يكون لديه هداف قادر على حل عقدة أي دفاع و التهديف تحت أي ظرف بالرقم المطلوب.
و هذا أيضا في العمل السياسي فالهداف هو القائد المبدع الذي يصنع من أضعف الموارد قوة سياسية كبرى.
والهداف الاقتصادي هو المدير الذي يحول الشركة أو الدولة المفلسة إلى شركة‎ أو دولة رابحة ربحا ضخما.
و هكذا فكل مجال عمل له هداف يصنع له نصره وسؤدده بالتعاون مع بقية الفريق المشارك له.

البعض رد على كلامي هذا بأن الشيخ حازم أبو إسماعيل كان هو الزعيم المناسب لنطلق عليه الهداف الحقيقي لولا أن الإخوان المسلمين و بعض السلفيين لم يستمعوا له.
فرددت عليه بالرد التالي:

الهداف الحقيقي يفلت من الدفاع مرات تكفى لتحقيق العدد المطلوب من الأهداف ولا يملك أحد القدرة على منعه من تحقيق هذا.. قد يتأخر فى الإفلات ولكنه دائما يفلت من حين لآخر لينجز العدد المطلوب من الأهداف لتحقيق الفوز الحاسم والذي لا جدال حوله قبل نهاية وقت المباراة.