By عبد المنعم منيب on Tuesday, 05 February 2019
Category: مدونات عربية

النهضة الإسلامية ستمر بثلاث مراحل .. تعرف عليها

أرى أن النهضة الإسلامية ستمر حتما بثلاث عمليات مختلفة في مضمونها وأدواتها بينما هدفها واحد وهو تحقيق نهضة المسلمين وعزتهم وهى:
-النقد والتقييم للقائم والسابق من التجارب الإسلامية، وهذه عملية عامة ستجد لأى أحد فيها سهم مهما قلت خبرته وضعفت رؤيته لأن هذه أسهل العمليات الثلاث.
ولكن بعض من يقم بهذه العملية بحقها سوف ينتقل تاليا الى الانخراط فى العملية الثانية وهى:
-عملية بناء المنظومة الفكرية المطلوبة او اللازمة للنهضة، وهذه عملية لن يسهم فيها الا ذوى الخبرات الفكرية والعلمية الحقيقية وليست المتوهمة أو السطحية.
-وأخيرا عملية بناء منظومة واقعية تتجسد على أرض الواقع الفعلي وتتميز بأنها عملية و ناجحة و مؤثرة و ذات فاعلية تمثل المنظومة الفكرية التي أنجزت في العملية السابقة.
وهذا كله لأنه غير موجه من قبل دولة أو حركة قوية ذات موارد كبرى وإنما يتحقق بدفع من حركة التاريخ وضغط الأحداث فإنه يتم ببطء وقد لا تظهر تفاصيله إلا بمرور وقت ما مثله فى هذا مثل كافة الأحداث المهمة عبر التاريخ.
وأعتقد أننا كعرب ومسلمين لو أخلصنا أعمالنا لوجه الله أكثر مما نحن عليه الآن لقلت خلافاتنا، ولو قلت خلافتنا لكنا أقوى بمواجهة خصومنا وأعداء أمتنا ولما ركبنا ذل أبدا.
كما إننى أعتقد أننا كعرب ومسلمين لو اننا صدقنا مع انفسنا فى كل او اغلب امورنا لأنجزنا الكثير الكثير من الخير بالشأنين العام والخاص.. ومعنى الصدق مع النفس أن تتسق مواقفنا الفعلية وأعمالنا العملية مع كل خطابنا الشفهى ومع كل ما نرفعه من شعارات وأهداف وآراء.
ولن يتحقق هذان الأمران إلا إذا اتهم كل منا نفسه وراجع نفسه ومواقفه وأقواله وأفعاله وفق هذا المقال إن كان موافقا على محتواه.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة" (يعنى ريح الجنة) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الأرناؤوط والألباني.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "من طلب علما ليماري به السفهاء ويكاثر به العلماء أو يصرف وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار" رواه الترمذى وابن ماجه وحسنه الأرناؤوط والألباني.
ويجب أن لا نغفل أن العالم الثالث وبقلبه العالم الإسلامى تحتله قوى الغرب منذ أكثر من 200 عام وكلما جرت محاولة حقيقية للتحرر تقمعها قوى الغرب (إما مجتمعة أو منفردة مع تأييد ضمنى من الباقين) مرتكزة على وكلائها المحليين و يدعون تارة حكام وتارة قوى إقليمية ويغطون وكالاتهم للغرب باسم الصداقة أو التحالف أو المعاهدات الدولية والقانون الدولى أو المنظمات الدولية وكل هذا مندرج تحت منظومة محددة جرى ترتيبها بدقة يطلق عليها مصطلح النظام الدولي.
ورغم صعوبة الأمور العامة والخاصة فى هذا العصر فإنك لو دخلت فى أى أمر بجدية كافية فسوف تنجز قدرا مناسبا منه مهما كان صعبا و لن تغادر هذا الأمر دون ان تترك بصمتك بارزة عليه.. المهم الجدية والمواظبة والصبر مع علم كافى بما أنت بصدده.
ولابد أن نعلم أن لكل تخصص علمى أو عملي مفاتيح فان ظفرت بمن يسلمك هذه المفاتيح ويدربك على استخدامها فقد تمكنت (بفضل الله ونعمته) من هذا العلم أيما تمكن.. فتوكل على الله ولا تعجز؛ لأن أى أمر رشد لا يصلح بغير العلم المناسب له ولا يتم بغير توفيق من الله لك يمنحك عزيمة ثابتة وبصيرة ثاقبة إزاء ما أنت بصدده من أمر الرشد.