فى الصراع ثلاثة مسالك:
إما
حيازة اداة التفوق على الخصم
أو
التحالف بما يضمن التفوق
أو
الحياد بما يجنبك الصراع أصلا..
ومن لا يفعل أيا من الثلاثة فهو تافه تدوسه الأقدام.
***
احذر من أى سياسي حقيقي لأن السياسي الحقيقي مفترس، فهو إن كان قادرا انقض كأسد على فريسته وان كان غير قادر تربص بها كذئب ثم انقض عليها انقضاض الذئاب الضارية.
لكن على العرب الا يقلقوا لانه لا سياسة ولا ساسة فى عالمهم.. فعالمهم ملىء بالثعالب فقط.
***
الحماس و الدوافع الوجدانية لا تصلح وحدها لتحصيل النصر بل هي عنصر واحد من خلطة النصر المكونة من حد أدنى مناسب من الموارد البشرية و الاقتصادية و الفكر (السياسي و الاستراتيجي و الاقتصادي و الاجتماعي).. و من ينكر ذلك فهو مخالف لسنن الله الكونية الثابتة في القرآن و السنة النبوية الصحيحة و التاريخ.
***
من الوارد خوض مباراة مهمة ومصيرية للغاية وانت بحالة فقر فى مواردك مما يجعلك تركز على خطط دفاعية فقط كى تظل شباكك نظيفة رغم فقرك المدقع ولكن هذا لا يبرر ولا يعنى ان لا تملك خططا للهجوم المباغت القائم على هجمات مرتدة فائقة السرعة لتنفذها كلما سقط خصمك فى غلطة تهز صفوف دفاعه لبرهة، فتستغلها وتحرز هدفا ثم تعود مدافعا.
***
قد لا يكون الضغط الهجومى على مرمى الخصم هدفه إحراز هدف إذ يمكن أن يقتصر هدفه على إشغال الخصم لمنعه من إحراز هدف فى مرماك كى تنتهى المباراة وشباكك نظيفة حتى ولو انتهت بالتعادل السلبي.
ويخطىء من يظن أنه فى الصراع السياسى يجب أن يكون الضغط عسكريا بل قد يكفي ضغط سياسي أو اقتصادي أو إعلامي.
***
إذا اردت ان تنجز شيئا فضع خطة سليمة ومناسبة لذلك وحدد وقتا لذلك (جدولا زمنيا) يومى وأسبوعى وشهرى وسنوى.. ولا تسمح بأى استثناءات تعوق نفاذ الجدول الزمنى كما هو محدد.
دون ذلك أو شىء شبه ذلك فصعب أن تنجز، وهذا من معانى "الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك".
فكن متوثبا ومتحفزا إزاء الوقت.
***
مخطىء من يظن ان الهزيمة او النصر هو وليد الدقيقة او حتى اليوم الذى حدث فيه هذا النصر او تلك الهزيمة، فالهزيمة انما تكون قد حدثت منذ ان بدأ المهزوم يقصر ويهمل فى تحصيل مقومات النصر وفى تلافى كل سبب يؤدى للهزيمة، ونفس الشىء بالنسبة للنصر اذ يكون قد حدث منذ ان بدأت تعد وتكد وتعمل على تحصيل مقومات النصر مع تجنب أى سبب يؤدى للهزيمة، هذه حقيقة وجوهر وتاريخ ميلاد النصر او الهزيمة وليست الدقيقة الأخيرة او اليوم الاخير فالذى يعلن فقط هو نتيجة سطرت مسبقا.
ولذلك قال تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة).
وقال سبحانه (وان ليس للانسان الا ما سعى).
***
الشجاعة تعطيك مجالات تأثير ونفوذ فى أحيان كثيرة بشكل وكيفية تعوضك عن جوانب كثيرة من النقص فى الموارد المادية، و قوة الفكر والعلم تمنح "صاحبها/أصحابها" قدرة وقوة تفوق قدرة وقوة كثير من الموارد المادية.
***
ما لم تكن متيقظا وشديد الملاحظة والمتابعة لخطط وخدع وافخاخ منافسيك وخصومك واعدائك فانت تافه ولا تستحق اى فوز او سبق عليهم بل تستحق كل ما يوقعوه بك من هزائم ونكبات.
***
الإدارة والقيادة الناجحة هى التى تصنع المنتج وليست الموارد وحدها بل إن القيادة والإدارة هى من تصنع الموارد أصلا وليست الموارد هى من تصنع القيادة.
***
القوة السياسية والانجاز السياسى جوهره موارد مناسبة يستخدمها فكر سياسى واستراتيجى سليم فيحولها لواقع على الارض يهيمن على مساحته السياسية المستهدفة ويحقق اهدافه المرجوة.
اما الهتاف الملتهب والبيانات العنترية والجموع التى تهدر كامواج البحر ثم تأكل و تنام والزعماء الذين لا عمل لهم سوى الخطب والشعارات والكتابة على السوشيل ميديا فكله غثاء.
***
"إن وقعت نازلة عظمى بالمسلمين، فلا ينبغي أن يقتصر فيها على عالم واحد، كما كانت الصحابة تفعله، وليسأل عنها كل من يظن أن عنده علما، فإنها إن وضعت في يدي غير أهلها، كان ذلك عائدا بفساد الحال. وربما تعدى إلى أكثر منه، وكفى بك داء أن تعرض علتك على غير طبيب، لا سيما إن كان هنالك جسارة، وعلى إيثار الدنيا على الدين هوادة ، فتلك علة لا برء منها، وعثرة لا لما لها"أ.هـ من : الامام ابن العربي ، العواصم من القواصم ، ص 375 ط مكتبة دار التراث، تحقيق عمار الطالبي.
***
لو كان الصراع السياسي عقائديا فلن يتنازل صاحب عقيدة عن قدرته و نفوذه لخصمه العقدي ما لم يتبع ملته، و إن كان الصراع دنيويا فلن يتنازل صاحب دنيا عن قدرته و نفوذه لخصمه ما لم يضمن له أن يبقى له دنيته... هذه بديهيات يجهلها او يتجاهلها كثير من الناس خاصة من الاسلاميين الذي يتمنى بعضهم كل شئ سهلا و ينحصر فهمهم السياسي في التمني.
***
قال صلى الله عليه و آله و سلم «النصر مع الصبر والفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا» رواه أحمد و الحاكم و الضياء و غيرهم و صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم 6806